الأحد

المذهب الرومنسي

المذهب الرومنسي :
لقد كان الإتجاه الرومنسي ثورة بهدف التخلص من المبادئ والقيود ومصادر الأستيحاء والمحاكاة الكلاسيكية الأغريقية، وتوجه الفن إلى إضفاء الصبغة الموسيقية وتهيئة الأجواء الشاعرية على الموضوعات المأخوذة من الأحداث اليومية والطبيعة. وأكثر قترات الرومنسية ازدهارا كانت بين 1820 إلى 1840. وتعد احتاجا على المجتمع البرجوازي ورغبة في إحياء الزمن القديم السعيد وإحياء النظم والتقاليد القديمة والروح الإنسانية الطاهرة والدعوة إلى التخلص من من تفاهات الحياة الدنيئة. وكانت الرومنسية تتغنى بأسطورة البطل الثائر على الأوضاع مناهضا للعادات السائدة ومعايير السلوك، غير انه عادة ما يكابد الفشل।


فناني هذا الاتجاه
ثيدرو جيريركو :
يعد جيريكو من أوائل الفنانين الرومنسيين في فرنسا، وقد مات وهو في سن 33 من عمره، وقد تأثر بفن جرو، وقد رحل إلى ايطاليا بعد سقوط الإمبراطوية الفرنسية فاستغل فترة وجوده هناك لدراسة التراث الكلاسيكي وتناوله بمفهوم جديد. وقد عكس فن جيريكو-قبل كل شئ- الحركة القوية لبواطن النفس وعبر عن هول المأساة برقة وعمق، في بناء متآلف، وخطوط ايقاعية حيوية بجانب الإستخدام النشط للتضاد الضوئي، مع التأكيد على عمة الأجسام المرسومة ومعالجة لونية تضفي كآبة مستوحشة وخرابا مروع.
يوجين ديلاكرو :
كان صديقا لجيريكو وقد تأثر به وبأعمال جويا و روبنز وميلانجلو. وقد صور كثيرا من المواضيع القومية والأدبية وغالبا ما كان يحصل عليها من الأدب الإنجليزي، وقد كانت لرحلته إلى شمال أفريقيا في عام 1832 أثرا كبيرا في فنه، إذ عبر عن حياة الشعوب الأفريقية باسلوبه الخيالي والذي لا يخلو من الأختلاق الرومنسي مع الاستحواذ على الواقع وجماله. ولقد تولع ديلاكروا بغرابة الشرق وسحره، وعادة ما حول الأحداث التاريخية إلى صور فنية وإلى معاني إنسانية، فاستخدم موضوعات إما عن تراث العصور الوسطى أو متأثرة بطبيعة الشرق الساحرة. إن فن ديلاكروا فن انفعال متجسد في خيال جارف.
فرانشيسكو جويا
انتشرت المبادئ ”التنويرية“ من فرنسا إلى اسبانيا والتي كان يحكمها حكم رجعي، ولقد عملت الثورة على أنعاش ملامح الثقافة القومية والسعي من اجل التثقيف الشعبي. وقد رفع جويا من شأن مثل هذه الحركة في بلاده التي تصدت للغزو الخارجي من فرنسا. وقد تميز فنه بالواقية مضافا إليها المشاعر الحارة ومحاولات التجديد الجريئة. وقد تأثر جويا بشكل كبير بفيلاسكيز والطبيعة، ومن فيلاسكيز اكتسب التكوين في اللغة التصويرية ومن التوصل إلى طريقة التلوين، الفضي-الرمادي والتي ظلت تستحوذ على فنه من نهاية الثمانينيات حتى 1818. وقد اختار جويا موضوعات اعماله من حياة الإسبان، وقد كشف بلا هواده عن جوهر المأساة في معاناة الشعب الإسباني. وكان بطل اعماه هو الضوء والعتامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق